الرئيس ميقاتي رعى افتتاح قسم قسطلة القلب في مستشفى طرابلس الحكومي
السبت، ٢١ كانون الأول، ٢٠٢٤
رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي افتتاح قسم قسطلة القلب والتميييل في مستشفى طرابلس الحكومي عصر اليوم، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ورئيس أساقفة طرابلس للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر ووزير الصحة العامة فراس الأبيض وحشد نيابي ونقابي ووجوه طرابلسية.
وقال رئيس الحكومة في كلمته: لقد أصريت على الحضور والمشاركة في هذا الحفل، نظراً لرمزية هذا الإفتتاح في هذا القسم بالذات، لأقول بأن أي شخص منا وإذا دخلنا الى قلبه تأكدنا أن قلبه على الشمال وأن طرابلس في قلبه. كما تهمنا أيضاً رمزية هذا المشروع ونجاحه، الذي لم يكن ليتحقق لولا إصرار ومتابعة معالي وزير الصحة فراس الأبيض، وأنا شاهد أنه في الأشهر الماضية خلال العدوان الإسرائيلي كان متابعاً لكل عمل صحي في كل مستشفى في لبنان.
ونحن هنا لا ننسى أن نتوقف بإجلال أمام أرواح شهداء القطاع الصحي حيث أن حوالى 225 مسعفاً وطبيباً استشهدوا خلال العدوان الأخير.
إضافة الى ذلك فإن معالي الوزير الأبيض واصل افتتاح عدد كبير من الأقسام في مستشفيات مختلفة في طرابلس وأنحاء الشمال. وعندما يتابع ويتكلم فإنه يفعل ذلك بكثير من الشغف والحرص لتوخي النجاح، وإننا نتطلع معه الى المزيد من النجاحات والإنجازات وإلى إعطاء طرابلس حصة كبيرة، ولو أننا نرى أن العمل الذي نقدمه لهو عمل متواضع فيما يلزمنا الكثير. نحن نعلم مدى قدرات الدولة اللبنانية ولكن هذا لا يمنعنا من أن نعد بتقديم المزيد في القريب العاجل بإذن الله.
أضاف: لا بد في هذا المقام من أن نتحدث في السياسة فإنني أتمنى لكم جميعاً أن يكون العام 2025 مليئاً بالصحة والسعادة والسرور وراحة البال والطمأنينة لجميع اللبنانيين، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، متطلعين الى رئيس للجمهوريّة يمثل كل لبنان ويجمع جميع اللبنانيين لما فيه خير الوطن.
وزير الصحة
وقال وزير الصحة فراس الأبيض في كلمته: يسعدني أن أكون معكم اليوم في افتتاح مركز تمييل القلب في مستشفى طرابلس الحكومي الجامعي، وهو أول مركز من نوعه في محافظة طرابلس والشمال.
تأتي هذه المناسبة تأكيدًا على ما ذكرته يا دولة الرئيس قبل يومين، مستشهدًا بقول الله تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”. والحديث الشريف : "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس". كان هذا نهج حكومة معاً للإنقاذ بتوجيهات رئيسها منذ اليوم الأول، بالعمل الدؤوب ومن غير ضجيج لخدمة الناس والمصلحة العامة.
أضاف: نجتمع اليوم في أحد المشاريع التي تنفذها وزارة الصحة العامة لتطوير المستشفيات الحكومية، وهو جزء أساسي من الإستراتيجية الوطنية للصحة التي أطلقتها الوزارة في كانون الثاني 2023، بهدف تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. وما يميز هذا المشروع اليوم هو الشراكة بين القطاعين العام والخاص وهو توجه مهم في مرحلة إعادة الإعمار والتقدم التي نأمل أن نكون مقبلين عليها، لأن هذه الشراكة من أكثر ما يمكن أن يجذب الاستثمارات ويسرّع العمل في رفع مستوى الخدمات المقدمة في القطاع العام، وما يهمنا كوزارة في شكل خاص في قطاع المستشفيات الحكومية.
وقال: إن هذا المشروع ليس الأول الذي تنفذه الوزارة في هذا المستشفى. فقد بدأنا العمل سابقًا بقسم غسيل الكلى المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ونحن الآن بصدد توسيعه. كما توسّعنا في مركز علاج السرطان، وأصبح مستشفى طرابلس الحكومي الأكبر من حيث عدد المرضى في علاج السرطان في منطقة الشمال. وسنفتتح قريبًا مركز الرعاية الصحية الأولية الجديد، وكذلك مركز الطوارئ في المستشفى الجديد، وهي مراكز وأقسام تعزز الخدمات التي نقدمها لأهلنا في مدينة طرابلس ومحافظة الشمال.
أضاف: بالإضافة إلى ذلك، يسعدني أن أذكر أنه وفي خلال الزيارة الأخيرة التي قمت بها إلى فرنسا قبل أيام، ومن خلال مشروع توأمة مستشفيات جامعية فرنسية مع مستشفياتنا الحكومية، توصلنا إلى مشروع تعاون مع مركز ليون برارد، وهو أحد أكبر مراكز علاج السرطان في فرنسا، وتحديداً في مدينة ليون، مع مستشفى طرابلس الحكومي. سيؤدي هذا المشروع إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة في المستشفى لمرضى السرطان.
لم تكن هذه المشاريع لتتحقق لولا تفاني القيمين على المستشفى وأمانتهم وحسن إدارتهم، من مجلس الإدارة برئاسة الدكتور فواز الحلاب، والمدير العام الأخ الأستاذ ناصر عدرة.
وقال وزير الصحة: بالإضافة إلى المشاريع في هذا المستشفى، نفذت وزارة الصحة مشاريع أخرى في الشمال. هذه المنطقة، والتي وللأسف، عانت من نقص في الخدمات الصحية ومن نقص في تطوير مستشفياتها مقارنة بالمستشفيات الحكومية في مناطق أخرى من لبنان.
ومن هذه المشاريع، على سبيل المثال، في مستشفى أورانج ناسو، حيث افتتحنا قسمًا جديدًا لعلاج السرطان في بداية هذا العام. وسوف نقوم قريباً باستبدال أجهزة غسيل الكلى في هذا المستشفى لتجديد القسم الموجود. كما تم توسيع العمل أيضًا في أقسام الجراحة. وفي مستشفى المنية، سيتم خلال ستة أسابيع افتتاح مركز غسيل الكلى الذي تبرع به رئيس الحكومة عبر مؤسسة العزم، بالإضافة إلى قسم جديد لعلاج السرطان بدعم قطري.
هناك أيضًا مشاريع في مستشفى البترون لإعادة تأهيل القسم الذي تضرر بسبب الحريق. وقد تأمن التمويل وسيتم العام المقبل افتتاح مركز جديد لتمييل القلب في مستشفى حلبا الحكومي، بالإضافة إلى الأقسام الأخرى التي افتتحت سابقًا، مثل غسيل الكلى وعلاج السرطان. وغيرها من المشاريع في مستشفى سير الضنية ومستشفى إهدن الحكومي.
هناك أيضاً مشاريع تمت في مناطق أخرى من لبنان من أهمها افتتاح المستشفى التركي في صيدا بعدما بقي المستشفى مقفلاً على مدى أكثر من عشر سنوات. ونحن مستمرون في نهج دعم المستشفيات الحكومية.
أما المؤسسات الإستشفائية والصحية والتي تضررت خلال حرب اسرائيل على لبنان، فقد قامت الوزارة بمسح أولي، وسوف تبدأ بمسح مفصل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في كانون الثاني، تمهيداً لإعادة الإعمار واستئناف العمل فيما تهدم أو تضرر قريباً باذن الله. إن الوزارة تسعى دائمًا لتقديم أفضل الخدمات الصحية لمواطنينا، ونسأل الله التوفيق في مساعينا.
وقال: كانت الأشهر القليلة الماضية قاسية على هذا البلد. نسأل الله الرحمة لجميع الشهداء، خاصة شهداء القطاع الصحي و الإسعافي، الذين ضحوا بحياتهم من أجل مجتمعهم وحماية أسرهم. ما يزيد عن مئة وعشرون شهيداً فداء عن الاهل والوطن، ونسأل الله الشفاء لجميع المرضى. لقد كان عامًا صعبًا، ولم نكن لنتجاوزه لولا تضامن هذا القطاع وثباته والتزامه بالخطة التي وضعتها الوزارة، والتضامن والتآزر على مستوى كل أطياف هذا الوطن، والتي كانت طرابلس وأهلها أفضل مثال على ذلك.
حمى الله هذا الوطن، وأنعم عليه بنعم الأمن والاستقرار.
وختم: قال الله تعالى: “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ”. عشتم، عاشت طرابلس الفيحاء، عاش لبنان.
وكان الحفل بدأ بالنشيد الوطني ثم رحب مدير المستشفى ناصر عدرة بالحضور موجهاً التحية للرئيس ميقاتي وحكومته.
ثم تحدث رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز الحلاب مشيراً الى مثابرة المستشفى على خط تصاعدي وإلى ما قدّمه الوزير الأبيض خلال المرحلة الماضية منوهاً بجهود حكومة الرئيس ميقاتي المخلصة التي ساهمت في تقديم الدعم لمستشفى طرابلس الحكومي متطلعاً الى المزيد من التقديمات والأعمال النوعية.
من جهته تحدث رئيس شركه Chatleb sal جورج المكاري مشيراً الى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، والى أهمية الحدث الذي نحن بصدده اليوم، وإلى ما بذل من جهد حتى تحقيقه متطلعاً الى مزيد من الأعمال التي تقدم للمواطن خدمة يحتاجها.